الخميس، 24 مارس 2011

البلد بلدنا و اللي مش عاجبه!!؟؟؟

أدهشني المشهد يوم الاستفتاء و أقل ما يقال عنه انه كان يوما تاريخيا ..نعم و بدون مبالغة ..أن تنزل هذه الجحافل - و هي جحافل فعلا إذ قررنا مقارنتها باي انتخابات او استفتاءات سابقة-لتدلي بدلوها في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تضع خارطة طريق واضحة المعالم للمرحلة المقبلة..برغم عدم موافقتي عليها و تصويتي بلا و لكن لا لم تكن الا ردا على عدم وضوح الرؤية  بشان الغرض من التعديلات بعد اسقاط العمل بالدستور و عدم فهم الغرض من تعديله الذي يصبح بلا معنى في تلك الحالة .و ربما كان من الافضل ان يكون الاستفتاء على أعلان دستوري يوضح معالم الفترة القادمة ووقتها كان الموضع سيكون اوقع بكثير و كان المعارضين قبل المؤيدين سيوافقون عليه لسبب واضح انه لم يدع مجالا للشك حول مصير الدستور القديم ..و أدهشني كذلك النظام البديع للمواطني و اصطفافهم بنظام  و سماحتهم مع الحوامل و كبار السن و النقاش الحضاري بينهم في الطوابير بين مؤيد و معارض و الاختلاف بدون خلاف ,و احسست وقتها بنشوة و نصر كبير إذ تذكرت كلام السيد المحترم عمر سليمان مع احدى مذيعات وكالة انباء اجنبية و هو يقول لها اننا غير جاهزون بعد للديموقراطية و ان ثقافة الناس هنا غير ديموقراطية و اعجبني وقتها ان الحوار بالانجليزية و ان فهم الناس له و تعليقاتهم عليه اكبر ضحد لهؤلاء الحكام النائمين في العسل متصورين ان كل مجهوداتهم في جعل الشعب جاهلا قد آتت ثمارها و اننا لما نشتم فيهم بالانجليزي لن يفهموا...لكم تمنيت وقتها أن أرى وجهه و تعبيراته و هو يفتري علينا و يقول اننا غير مستعدون للديموقراطية ...!!!
و لكن لاكن صريحة مع نفسي قبل الاخرين فان جزءا من كلامه يحتمل الصواب و ما يدفعني الى قول هذا -أيضا - يوم الاستفتاء..و هذا ليس سببه الاغلبية التي صوتت بنعم و لكن كيفية تبنيهم لوجهة النظر المؤيدة للتعديلات الدستورية و التي يفتقر أغلبها للموضوعية ...و التي سيطر عليها و عمل على صبها في هذا القالب -و بلا منازع- الخطاب الديني .أو بعبارة أدق تسييس الخطاب الديني..لقد كان الاستفتاء واضحا بالحروف و الأرقام في المواد المعدلة و التي تتعلق بآلية قبول مرشحي الرئاسة القادمين و احترام القضاء كسلطة للفصل في صحة عضويات مجلس النواب و الطوارئ و بعض المواد الاخرة التي لا تمت للدين بصلة ..فالمادة الثانية من الدستور موجودة في جميع دساتير مصر السابقة و الاخوة الاقباط لم يبدو أي تحسس تجاهها فيما سبق و ما جعل القس الموجود على كل مواقع الانترنت حاليا يخرج بيطالب الاقباط بالتصويت بلا -كرد فعل على من قال نعم للدين- هو ان بعض المنتسبين للتيارات الاسلاميه خرجوا يطالبون بعدم المساس بالمادة و كان هناك من يتربص بها..و اني لاستنكر موقفهم هذا الان و قد كان بعضهم يعتقل و يشتبه به لمجرد انه يعفي لحيته و يداوم على الصلاة في المسجد ...و استلحفكم ان تردوا على بصدق يا إخواني :هل حمتكم المادة من بطش أمن الدولة بكم ؟؟؟و هل المادة هي التي جعلتكم مسلمين و موحدين ومؤمنين بالله تعالى ؟؟؟و هل استطاعت المادة ان تمنع البهائيين و القرآنيين أو كل من ضل و ابتدع في منهج الاسلام عن اعتناق تلك المذاهب المشوهة؟؟
أعتقد الاجابة معروفة و لكي لا يتهمني أحد بما ليس في فانا مسلمة موحدة لا أشك في وحدانية الله و أن اسلامنا هو الحق المتمم لكل قيم الانسانية الرفيعة كالعدالة و الحرية و الصدق و المساواة و انا لا احصيها فهي اكبر من ذلك بكثير ..و هذه النظرة الضيقة التي تحصر الدين في سطر في كتاب لم يكن يطبق منه شئ تؤذينا و لا تفيدنا جميعا سواء كنا مسلمين او اقباط فالدين منهج اذا طبقه الفرد صلح المجتمع و ليس بنودا في قانون او دستور من وضع البشر و الضمير موجود فينا على اختلاف الواننا و اعراقنا و انتمائاتنا الدينية.
رحم  الله الامام طنطاوي -برغم كل الانتقادات التي وجهت اليه- حين قال لا أعلم عندما سئل عن المقاطعة و جدواها..و قال وقتها اسئلوا وزير الاقتصاد او وزير التجارة انما انا لا أعلم و هو رجل علم و دين درس العلوم الشرعية في الأزهر الشريف الذي مازال قبلة لكل طالبي علوم الدين و الفقه و الشريعة و منبرا لها...اما الان فكل يوم يخرج علينا من لانعلم اذا ما كان قد حصل على الشهادة الابتدائية ليروي لنا السيرة النبوية و كأنها سيرة ابو زيد الهلالي و يفسر لنا الاحاديث النبوية على غير الوجه الصحيح و ينسخ منها ما لا يوفق اهواءه الشخصية و نحن -في غياب التعليم الحقيقي و توجه معطم الناس الى المسجد و الكنيسة - نقول سمعا و طاعة ..هل هؤلاء اصلا اهل للعلم حتى نستفتيهم في شؤون ديننا ؟؟و ننتقل الى استفتائهم في امور دنيانا .و انا هنا لا افصل الدين عن الحياة و لكن أربا بكل عالم حق أن يضع نفسه في هذا الموضع و يضع الشريعة الحقة على المحك حين يحكم بها على ما لا تصلح في الحكم عليه ...افيقوا يا سادة و اعرفوا ما لكم و ما عليكم تجاه هذا البلد و لا تكتفوا بالمشاهدة فقط فلسوف يحاسبنا الله جميعا عن جهل الجاهلين..و عن علم المتعلمين و اضطلاع انصافهم بمهمة ملئ العقول الفارغة بما يتماشى مع اهواءهم و أرائهم فيزينون لهم الباطل و يلبسونه ثوب الحق..و عن كلمة حق لم نقلها في وقتها ربما خوفا او حياءا...

هناك تعليقان (2):

  1. اتابعك علي تويتر ولكنها اول مره ادخل مدونتك
    واعجبني مقالك لايفتقر للمعلومات وخالي من العصبيه
    Coffee49

    ردحذف
  2. اسمحيلى اوضح لحضرتك نقطة
    اولا المادة الثانية من الدستور ترفضها الكنيسة منذ تولى شنودة الكرسى المرقصى و تحاول الغائها بشتى الطرق و راجعى تاريخ محاولات الكنيسة متمثلة فى شنودة لتتاكدى من كلامى
    كما قلتى فعلا ليست هذه المادة ما ستجعلنا مسلمون او انها هى ما ستحافظ على الاسلام فالاسلام باقى و لن ينتهى
    و لكن
    و لكن
    لماذا تقوم بهذا الكنيسة ؟؟ ما الهدف ؟؟ ما السر ؟؟
    اليس لنا الحق فى الدفاع عنها ؟؟
    ان الاستفتاء لم يكن له اى علاقة بها و لكن الكنيسة كانت تحلم بالغاء الدستور و عمل دستور جديد تلغى منه المادة الثانية و لكنها لم تعلن الا عن ان انها زعمت و ادعت زورا ان التصويت بنعم يعنى سيطرة الاخوان على البرلمان مما يعنى ابادة المسيحيين و من هنا كانت كل كنائس مصر تجيش المسيحيين للتصويت بلا
    و لكن الهدف الخفى كان الغاء هذه المادة
    ان دعوات الاخوان و رجال الدين للتصويت بنعم كانت ردا على ما فعلته الكنيسة و ليس العكس
    الفيديوهات المنشورة للقساوسة سبقت اى توجه اسلامى للتصويت سواء بنعم او لا التحرك الاسلامى كان هو رد الفعل و ليس العكس
    و هنا لى سؤال
    كيف فى معظم دساتير دول العالم المتحضر الراقى مثل انجلترا و الدانمارك و اليونان و السويد و اسبانيا هناك مواد دينية مثلنا بل ان منها ما هو مخالف لحقوق الانسان و ميثاق الامم المتحدة بان مثلا لا يحق الا لملل معينة ان تدخل مجلس اللوردات الانجليزى او ان رئاسة مجلس الوزراء مقصورة على ملة معينة و اتباع كنيسة معينة
    و يستكثر على مصر التى بها 95% او حتى 75% مسلمون اى ينص دستورها على انها بلد اسلامية
    يا عزيزتى للاسف الشديد الاعلام المصرى يصور الاسلاميين دائما بزاوية خاطئة
    ترى لو رايتى شخص فى الشارع يضرب شخصا اخر ماذا سيكون رد فعلك
    قطعا ستتعاطفين مع المضروب و لكنك لا تعلمين الحقيقة و اهى ان المضروب قتل و سرق و اغتصب زوجةالشخص المعتدى فى نظرك
    اعلامنا للاسف منبطح امام الكنيسة تماما و لا يملك الا عبادة شنودة لا يواجه نفوذها الغريب فى مصر مما حولها لدولة داخل الدولة
    دولة الكنيسة التى لا تحترم القانون و لا تطبق اى حكم ضدها
    دولة لا تقبل ابدا بالرقابة على اموالها و مصادرها و اوجه نفقاتها مثل اى مؤسسة داخل مصر
    دولة ترى انها هى فقط صاحبة الحق فى تقرير مصير اى مسيحى و الفصل فى اى نزاع يخصه بعيدا عن القانون
    دولة تبتز الحكومة الحقيقية و الشعب المصرى كاملا لتحقيق اهداف رخيصة بادعاء الاضطهاد المزيف المطاط
    دولة يتزعمها عجوز اخرق يدعى سنودة الثالث لا يعرف اى انتماء للوطن يحرض و يشجع على سب الاسلام عن طريق كلابه زكريا بطرس و مرقص عزيز و الانبا بيشوى
    و يرد بانها مسائل فكرية و علينا ان نرد عليهم
    هذا العجوز الاخرق الذى لم يعلق بتاتا على دعوات الحماية الدولية و تقسيم مصر التى يتزعمها عصمت زقلمة و موريس صادق حاليا فى الامم المتحدة و جمعوا 3 مليون توقيع من المسيحيين لكى يقدموا الملف للامم المتحدة و مع ذلك لم ينطق بتاتا
    و غير ذلك جرائم عديدة و فتنة طائفية لم تعرفها مصر قبل اليوم المشؤوم 24/11/1971 يوم ان قفز شنودة على الكرسة المرقصى الذى اصبح ورم خبيث فى جسد مصر
    اسمحيلى يا اختى العزيزة
    انا كنت مثلك تماما اغضب و اثور ضد اى شخص يمس المسيحيين او يتعرض لهم و كنت اتعاطف معهم
    و لكنى اكتشفت على يد مسيحيين ايضا اننى كنت مفغلا
    نعم مسيحيين هم من عرفونى حقيقة شنودة و عصابته
    بل انهم يحملون مشاعر شكر و امتنان لكل من يهاجمون شنودة من المسلمين الواعين بخطر شنودة لانهم لا يستطيعون البوح بهذا خوفا من بطش هذا الشخص يعرفون تماما و يدركون ان شنودة هو راس الفتنة لو اردتى ان اعرفك بهم سيسعدنى ذلك
    هذه مدونة الاستاذ محمود القاعود الذى يحترمه كثير من المسيحيين المتحررين من غسيل الادمغة الذى يمارس فى الكنائس و من عبادة شنودة
    http://www.moudk.com/word/
    ستجدين بها الكثير و الكثير من خفايا شنودة الذى لم يعد لدينا اعلام قادر على مهاجمته بل تفرغ فقط لمهاجمة كل من يحاول كشفه متذرعا بالوحدة الوطنية و نبذ التعصب
    و ما علاقة التعصب و الوحدة الوطنية فى كشف عنصر فاسد

    ردحذف