السبت، 24 ديسمبر 2011

انت تحمون ملكا زائلا

اخر بوست كتبتها اتكلمت فيها عن حوار مع احد افراد المؤسسة العسكرية المصرية و سردت فيه بعض ما جاء به و كنت ناوية اكمله و لكن الاحداث المتلاحقة منعتني من الكتابة ..و هي ليست متلاحقة فقط و لكن مأساوية ايضا ..
من المخزي ان يتقاتل ابناء الوطن الواحد ..الاخ امام اخيه ..و من اجل ماذا ؟من اجل ملك زائل ..كلنا راحلون و الكفن مالوش جيوب و الدفن في لحد تحت الارض و الحساب امام رب واحد لا يشفع لديه مال او جاه !!
و لكن ..الاهم من ذلك ما يحدث منا نحن و ليس هم ..اصرارنا الغريب على عدم الالتفاف حول اي قائد ..
عدم توحيد المطالب ..
الاعتصامات اصبحت لا تمثل مطالب - فئوية كما يقال- و انما تحولت الى صداع لرجل الشارع العادي و للثوار ايضا فنحن حتى لو كنا ضد الاعتصام في هذه المرحلة الحرجة .. انما نحن قلبا و قالبا ضد اي محاولة لفضه بالقوة و الاعتداء على من فيه طالما استمر في سلمية و هدوء و بلا اي استفزاز لمشاعر الاخرين الذين قد لا يرون المعتصمون اصحاب حق..
و كانت الانتخابات و نزلنا كلنا وقفنا في الطوابير في عز البرد و المطر و انتخبنا في هدوء و لم يهزنا المخالفات العديدة من بعض الفصائل او يهد من عزيمتنا سيطرة فصيل واحد على المشهد الانتخابي الذي لم نحلم ان نصنعه كما صنعناه ..
و كانت النتائج التي توقعناها و لم نرض عنها بيننا و بين انفسنا لوعينا الكامل ان مخططات التجهيل الممنهج التي مورست ضد الشعب من عشرات السنين و سلبه الحق في تعليم افضل ينهض بعقلية المواطن ثقافيا و اخلاقيا و دينيا و يرتقي بفكره..
كل هذا ساهم في ما نشهده الان من تدين مظهري و سيطرة لرجال دين مزيفين - لم يكن احدهم يوما ذو علم حقيقي - على الغالبية العظمى من بسطاء الشعب و ابناءه العاديين ..
و ساهم في ذلك ايضا قرار المجلس العسكري بالدعوة الى انتخابات برلمانية عاجلة لم تتح الفرصة  امام جميع الفصائل لتعيد ترتيب اوراقها و حشد صفوفها و مريديها لتمثل المجتمع المصري بطوائفه السياسية تمثيلا حقيقيا..
و اللي ح يقول لي ما هي طلعت احزاب و نجحت ..ح اديه بوكس في خلقته لان الاحزاب ما هي الا انتماءات سياسية و ايدولوجية و ليست عقائدية و دينية لان باختصار لو الموضوع كده بقت سهلة جدا حزب كبير مليان مسلمين و حزب اخر مليان مسيحيين و وقتها الخلاف محسوم حول من ستمثل مصالحه على اكمل وجه في البرلمان ..اللي حصل ان اكثر الفصائل ترتيبا و توافقا على مبدا معين هي اللي عرفت تعمل احزاب ناجحة و ما حدش يزعل تاني من اللي ح اقوله السلفيين عملوا حزب و دخلوا اخوة اقباط و هما بياسسوه عشان لجنة الاحزاب توافق عليهم انما بعد ما بداوا الانتخابات و الشغل الحقيقي طردوهم برة و اللي تم تصعيدهم و ظهورهم و توليهم مناصب قيادية جواه مش مسلمين لأ..!!  سلفيين وبس !!! لحى فقط ..انظر للدعاية الانتخابية و لا ارى الا اللحى و لا حول و لا قوة الا بالله
و النساء على ذيل القائمة حتى يتم اقصائهن اوتوماتيكمو عشان النسبة و اللي كلنا عارفين ان مافيش حزب ح ياخدوا كل اعضاءه الا لو جاب مية المية ..و الاخ المهندس ساويرس لما عمل حزبه عمله لكل المصريين فعلا و لكن بقي الحزب امام العامة مسيحيا يضم المسيحيين و سمعته في الشارع كده و اللي مش مصدق ينزل يسال في الشارع مش ح يسمع غير حزب ساويرس ..
الاخوان لن اتحدث عنهم لاني من زمان باقول و باذن في مالطة انهم جماعة سياسية و لا اغراض دينية لديها انما هم يستخدمون شعارهم المطاط الاسلام هو الحل كي يستقطبوا اصوات الناخبين من بسطاء الناس لانهم باختصار بيقولوا لا اله الا الله يبقوا ناس كويسين ..
عارفين اللي مضايقني ؟؟؟ان احنا بجد شعب مسكين ما فيش حد عاوز يتقي ربنا فيه ..
الاهم من ده كله المشهد واضح انتخابات و تصويت و نتائج و كله عال ..البلطجية اختفوا لان اليد المحركة لهم توقفت و كانت مشغولة في الانتخابات و طبعا كله فاهم الكلام على مين و ما حدش يشتم ..بس ادعوا و قولوا اللهم رد كيدهم في نحورهم ..اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و اخرجنا من بينهم سالمين . فالدعاء سلاحنا و الشكوى لغير الله مذلة 
نيجي باه لكواليس هذا المشهد افتكروا المرحلة الاولى من الانتخابات اللي في اخر التصويت و وقت الفرز حصل فيها اشتباكات في التحرير و ضرب و مولوتوف و قيل وقتها ان دول الباعة الجائلين و المعتصمين..
و المرحلة التانية اللي وقتها كان الاعتصام انتقل لمجلس الوزراء ..هل دي اول مرة يحصل فيها احتكاك بين الشعب و الجيش ؟؟و هل فعلا هما مش عاوزين الوقيعة دي؟؟طيب بما تفسر عدم انسحاب الجيش من اي مواقع اشتباكات زي ما عمل قبل كده في كذا جمعة ؟
الاهم من ذلك الاتجاه العام كان ان ح يحصل تصعيد من القوى الثورية لعدم رضاهم عن نتائج النتخابات لانها لا تعبر عن واقع الامر باي شكل من الاشكال ..طيب القوى الثورية و السياسية سكتت و اتخرست و احترمت راي الاغلبية ..و البلد ماشية و الحال عال رغم وجود الاعتصام ..و على فكرة صديقي العقيد .أ.ح كان تعليقه على ارتضائنا نتائج النتخابات كالتالي و بالحرف و الله على ما اقول شهيد : يعني انتوا عاجبكم الاراجوزات اللي بدقون دول يمسكوا البلد و احنا لأ؟؟ رديت : ايوة طالما الشعب اختارهم!! فكماكان منه الا ان ثار قائلا : الجيش اكثر مؤسسة منظمة في البلد دي و لو ما مسكش البلد دي ح تضيع و كلكم ح تشحتوا و مش ح تعرفوا تمشوا بعد كده في الشوارع ..ردت عليه قائلة : انا معاك ان اللي ب تقوله ده صح و دي حقيقة لا ننكرها بس فرق كبير بين الادارة و السياسة لما بتتعامل مع المجندين فدول فصيل واحد يربى على الطاعة العمياء و تنفيذ الاوامر حتى لو غلط و نفذ ثم تظلم ..و عنده استعداد للتضحية بروحه بلا خوف لنه عارف انه ح يموت عشان هدف ..انما هذا الاسلوب لن يفلح مع المدنيين ..لاننا باختصار لسنا فصيلا واحدا بايدولوجية واحدة و عقيدة واحدة و هدف واحد كاي رجل عسكري ..لن ينجح هذا مع شعب باكمله ..فبدا كلامي مقنعا مما جعله يرد باي عبارات هجومية تدل على اننا جيل فاشل ضايع ناقم على اباءه و اجداده و ناكر لافضالهم عليه ..هذه العقلية و هذا الرد كفيل بتوضيح الوحشية التي تعامل بها الجيش مع المعتصمين في الايام الاخيرة .و دفاعهم المستميت عن جنرالاتهم المجرمين السفاحين في محاولة لتكوين راي عام يقضي بان يستمر العسكريون في حكم البلاد و من يتوقع ان يتقبلوا وجود سلطة مدنية في البلاد و قوانين و دستور يجعلهم تحت طائلة القانون و ليسوا فوق المسائلة بيحلم اقراوا عن محمد نجيب اول رئيس لمصر الجمهورية و ما قاله عن الضباط الاحرار وقتها و انتم تفهموا..عامة كل ما يحدث ترهات ..
الاهم حاليا ان تتوقف تلك المهاترات و تنتهي الانتخابات و يكون عندنا مجلس شعب وساعتها يكون كفاحنا من اجل اختيار اللجنة التاسيسية للدستور بموافقة الشعب كله و ليس البرلمان وحده او المجلسي العسكري و مؤسسات الدولة التي مازال يسيطر عليها رجال المخلوع و نظامه القذر فالثورة تخلصت من راس الافعى فقط و لكن جسدها مازال متوغلا في جميع انحاء البلاد.. في موظفي الصف التاي و التالت في كل المصالح الحكومية و الوزارات ..
و مش مهم موقفنا نحن من الاعتصام ..المهم راي الاغلبية ..لا نريد ان نخسر سلاح الضغط الوحيد لدينا ..المجلس لا يريد انهاء الاعتصامات لانه باختصار لديه من الرجال و العتاد ما يجعله قادرا على ذلك انما هو يريدها حرب استنزاف تستعطف الشعب عن طريق احتكاكات توقع خسائر من الطرفين - و معروف الخسائر الاعلى فين طبعا بين ناس لابسة مدني و ناس لابسة خوذة و ماسكة درع - و يستغلها الجيش لكسب المزيد من التعاطف و التاييد لبقاءه في الحكم بحجة القضاء على الفوضى التي يديرها هو باقتدار..