الثلاثاء، 29 أبريل 2014

الاستغناء و العزلة !!

عن احكام الإعدام بالجملة أتحدث !! 
و لو أني أعي تماماً انها هزلية و لا تتناسب مع حجم جرم مرتكبيها!! و لكن الخلل في آليات الضبط و التحقيق و التقاضي سيجعلهم يخرجون بلا عقوبة اصلا و هذا هو المحزن فعلا !! 
و لكن الأهم ان هذه الأحكام الهزلية التي لم تحصل على أدنى حقوق الضحايا في قصاص عادل أصبحت رقعة سوداء في ثوب قضائنا و عدالتنا التي نعلم جميعا حالها منذ سنين !! 
عن رأي عام عالمي انت تحشده ضدك منذ ما يقارب السنة، بغض النظر عن المواقف الرسمية للدول و التي قد لا تتفق مع شعوبها، و لكن يبقى الانسان إنسانا و موقف عام او رسمي لن يغير اشمئزازه من مناظر القتل و الدماء، و الأقدر على المتاجرة بالدم هو الرابح في النهاية !! 
في البداية كانت اللعبة على واقع داخلي سيء ، ثم شعب مكبوت بلا حقوق أساسية و قلة مأجورة في الخارج تلعب على وتر اضطهاد الأقباط و ان في يوم من الايام سيطالب إخواننا بالانفصال عن مصر و الاستقلال بدولة قبطية وحدهم و هنا كان رهانهم خاسرا ، لان الشدة التي نمر بها بقدر ما أظهرت ابشع ما فينا من فوضوية و همجية بقدر ما اثبتت اننا في هذا بالذات نسيج واحد، 
و التقسيم ليس ترهات و لا هذيان، شوفوا خريطة اسرائيل الكبرى !! 
الخطة أ لم تنجح لان المخطط لها لم يدرس الواقع الداخلي جيدا !! 
الخطة ب كانت بدايتها ٢٠٠٢ و هي تصعيد تيار إسلامي يجتذب جميع جهاديي العالم و ندخل نحن للخلاص منهم و القضاء على شرورهم، ايضا فشلت و الفضل في هذا للجيش و الشعب سويا 
الخطة ج و هي التي بدأت اشعر انها ستوتي ثمارها قريبا بسبب الغباء !! نعم الغباء !! 
اول حلقات مسلسل الغباء و الإخفاقات كانت اختيار الحل الأمني لفض اعتصام من المعروف انه خطر و سيسقط فيه ضحايا !! 
حشدت ضدك رأي عام مناصر لضحايا لو عندك قانون حقيقي كان زمانهم جميعا محكوم عليهم بلا نقطة دم واحدة !! 
و بعدها أكدت للعالم كله انك نظام قمعي عسكري ديكتاتوري باعدامات بالجملة لمن يعرفون امام هذا الرأي العام العالمي بالمعارضين !! 
و في النهاية مرشح بخلفية عسكرية !! و الأسوأ ان بدائلنا صفر !! انت الان تستعدي كل من حولك و التحالف العربي معك ما هو الا مصالح مشتركة و لن تلبث ان تنتهي اذا ظهر لهم حلفاء اخرين، المتغطي بيهم عريان !! 
و بكرة المحكمة الدولية توقع علينا عقوبات و يبدأ التدخل السافر و كما حدث في العراق سيحدث لنا !! 
و السؤال الأهم بافتراض ان السابق لن يحدث !! هل نحن قادرون على ان نستغني عن كل من نعاديهم الان و نحن لا نستطيع حتى ان نصنع ما نلبس و ما نأكل !!!! 
هل هذا وقت العزلة و الاكتفاء الذاتي ؟؟ 
هل أصبحنا أقوياء بما فيه الكفاية لنرفض التبعية و الانقياد للعهود و المواثيق الدولية ؟؟ 
انا بصدد ان أناقش كوني مع او ضد الإعدام و ادميته .. 
و لكن بما انك لن تنفذه يبقى ما جدواه ؟؟ 
خيبة و بتزود بيها خيبتنا؟؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق